لماذا سيتمكن اقتصادنا المعرفي من النجاة من الوباء في العصر الجديد
محرك النمو الاقتصادي، حاليا، قد يقلل من التأثير الاقتصادي البعيد المدى لجائحة كوفيد-19.
قال أحد الظرفاء غير المعروفين إن التاريخ عبارة سلسلة من الكوارث، وأن الأحداث التي تقع بين الكوارث مملة. وفي حين أن كل حدث كارثي فريد من نوعه في الفوضى التي يزرعها وكيفية تشكيله الأحداث البشرية اللاحقة، فإننا في خِضمِّ الأزمات، غالباً ما ننظر إلى الوراء، ونبحث عن أنماط لتهدئة عدم يقيننا. لذلك، ليس من المستغرب أن الاهتمام بجائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 ازداد في وقت سابق من هذا العام إلى جانب الاهتمام بفيروس كورونا – لكن الدرس المهم الذي ينبغي أخذه من التاريخ ربما ليس: ما هي أوجه الشبه، بل ما هي أوجه الاختلاف.
كان من الملائم لو تمكنا من تصنيف الكوارث الكبرى كلها على أنها إما كوارث طبيعية بحتة، مثل الزلازل، أو من صنع الإنسان تماماً، مثل الحرب الأهلية، لكن السجل التاريخي لا يسمح دائماً بفئات سهلة كهذه. وفي بعض الأحيان تعمل الطبيعة والناس جنباً إلى جنب على القتل والتخريب وأحيانا لتغيير مسار التاريخ البشري، وذلك عندما يفاقم الجهل والقسوة والتمسك بقضية أو أيديولوجية ما تعيث به الطبيعة.
وفي الماضي كانت الكوارث، ولا سيما الكوارث غير المسبوقة وغير المتوقعة (أي الحوادث من نوع البجعة السوداء)، تغير مسار التاريخ. فالطاعون الذي اندلع عام 541 ميلادية، أثناء حكم الإمبراطور جستنيان، قد يكون منع استعادة إيطاليا من قِبَل بيزنطة وقضى على احتمال إعادة إحياء الإمبراطورية الرومانية. وقد أسفر الموت الأسود، كما زعم أحد الباحثين البارزين، عن تغييرات ديموغرافية واقتصادية وثقافية بعيدة الأمد، لكنه أيضاً ”مهّد طريقاً للتجديد“.1D. Herlihy, “The Black Death and the Transformation of the West” (Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press,1997): 57, 81. وبالمثل، غيّرت كوارث من صنع الإنسان اتجاه التاريخ، فلا شيءَ غيّر من اتجاه التاريخ أكثر من مثل: الغزوات المتكررة للشرق الأوسط مثل الغزاة المغول، أو الأمراض التي أصابت السكان الأصليين في العالم الجديد بسبب المستكشفين الأوروبيين. فقد تحولت مناطق كانت مزدهرة ومتطورة إلى مناطق راكدة منكوبة بالفقر.
كيف غيّرت الحداثةُ الطريقةَ التي تتعرض بها الاقتصادات للكوارث وتستجيب لها وتتأثر بها؟ ففي مرحلة ما حول عام 1800، حدث انتقال رئيسي غَيَّر تغييرا كبيرا شكلَ الخصائص الديناميكية للنظام الاقتصادي بكامله، على غرار الانتقال من حالة إلى حالة في الفيزياء. فقبل الثورة الصناعية كان النمو الاقتصادي إلى حد كبير نتيجة لتحسن الأسواق والمكاسب من التجارة – وهو ما يطلق عليه الاقتصاديون النمو السميثي Smithian growth. وكانت ثروات المدن الكبرى في عصر النهضة الإيطالية والعصر الذهبي الهولندي تعتمد إلى حد كبير على التجارة والتمويل وعلى المؤسسات التي ساندتها. فالتجارة جعلت المناطق غنية، لكن التجارة نفسها كانت هشة. فالحكام الجشعون والغزاة المفترسون، على سبيل المثال لا الحصر هما تهديدان للازدهار، غالباً ما قتلوا الأوز الذي يضع البيض الذهبي للتجارة.
بعد ذلك جاءت الثورة. فبعد الثورة العلمية في القرن السابع عشر والتنوير في القرن الثامن عشر، بدأ الناس ببطء بتطبيق المعرفة النظامية للقوانين والظواهر الطبيعية على ما يمكن أن نسميه الإنتاج. وكان تطبيق هذه المعرفة صعباً وبطيئاً، وكان نجاحها متفاوتاً جداً. ولكن في نحو عام 1914 صار من الواضح أن التغير التكنولوجي حلّ محل الأسواق باعتباره المحرك الرئيسي للتقدم الاقتصادي. ولا يزال النمو الاقتصادي وسيلة تعمل على محركات مزدوجة، ويدين الازدهار الحديث بالكثير إلى الآثار السميثية، مثل صعود التجارة العالمية، والتخصص، وتحسين أسواق رأس المال، والهجرة، وسلاسل التوريد. ومع ذلك، لم يكن من الممكن تصور الازدهار الحالي من دون إحراز تقدم في العلم والتكنولوجيا.
وما نحتاج إلى التأكيد عليه هنا هو أن هذه المحركات مختلفة بطبيعتها. فالأسواق، والتنقل، والتجارة معرضة للخطر مما يسميه خبراء الاقتصاد الصدمات الخارجية – أي الأحداث المفاجئة أو التي لا يمكن توقعها. فهي تعتمد على العمل السياسي السلمي، والثقة، والمؤسسات التعاونية التي تعمل على إنجاح الأسواق. وهذه المؤسسات ضعيفة بطبيعتها. فأي صدمة، سواء كانت حرباً أم فيروساً، يمكن أن تمحوها في أيام فقط. واختبرنا هذا في حياتنا: إن أي هجوم إرهابي كبير أو جائحة قد يعطل الأسواق في غضون أسابيع وأن يوقف آلية الأسواق الدولية شديدة التعقيد. ففي أغسطس 1914، مع اندلاع الأعمال العدائية في أوروبا، انهار النظام بكامله القائم على معيار الذهب والمؤسسات التي دعمت التخصص والتبادل الدوليين. واحتاج النظام إلى سنوات عديدة كي يتعافى، ويمكن القول إن العالم لم يعد إلى هذا النوع من العولمة التي حدثت في العقود السابقة لعام 1914 إلا في خمسينات القرن العشرين. والوباء حاليا مثالٌ متطرف. إذ تشعر مجلة الإيكونيميست بالقلق إزاء نهاية العولمة كما نعرفها.2“Goodbye Globalisation,” The Economist, May 16-22, 2020, 7. فقد شهدت شركات الطيران والموانئ وشركات الأجرة حسب الطلب انهيار الطلب عليها إلى جزء يسير منه. واقتصاد التنقل في غيبوبة مفروضة.
ففي الماضي ربما أدت صدمات لحقت بالنظام السميثي الذي ساعد على نجاح الأسواق إلى ضرر مدمر ودائم للأداء الاقتصادي ومستويات المعيشة. وكانت الحالة الأكثر شهرة هي تراجع الإمبراطورية الرومانية. فقد انهارت بسبب صدمات كثيرة – الأوبئة والغزوات وربما تغير المناخ – فقد كانت مجتمعاً يعتمد على التجارة والتنقل للحفاظ على ثروته. وبمجرد انهيار المؤسسات التي كانت تحافظ على التجارة حول مير نوستروم (البحر المتوسط) Mare Nostrum، غرقت أوروبا في قرون من الفقر والهمجية. وفي نهاية المطاف انتعشت التجارة فيما يسمى الثورة التجارية إبان القرن الثاني عشر، وبدأ قدر من الازدهار بالعودة ببطء إلى أوروبا. ولكن القارة ظلت عُرضة لقسوة الطبيعة وفظائع البشر.
إن ما حققه النمو الاقتصادي الحديث، القائم على تكنولوجيا أكثر إنتاجية والعلم الذي يستند عليه، هو مستوى من الرخاء أكثر مرونة بكثير. ولكي نرى ذلك، يمكننا أن ننظر فقط إلى الصدمات الكبرى التي أصابت الاقتصاد العالمي في القرن العشرين: حربان رئيسيتان، جائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، والكساد الكبير، وهجمات 11 سبتمبر الإرهابية – قائمة الكوارث تطول وتطول. ومع ذلك، لم يؤدِ أي منها إلى خفض دائم في معدل نمو الاقتصاد العالمي، حتى وإن استمر ازدياد الجوع والفقر والمرض. والسبب في هذه المرونة بسيط جداً: فعندما يستند النمو إلى المعرفة لا يمكن للصدمات الكبرى أن تعيقه حقاً.
إن ما حققه النمو الاقتصادي الحديث، القائم على تكنولوجيا أكثر إنتاجية والعلم الذي يستند عليه، هو مستوى من الرخاء أكثر مرونة.
والمعرفة بمجرد اكتسابها لا يمكن عكس مسارها بسهولة. فبالطبع من الناحية النظرية، يمكن أن تضيع المعرفة عندما يموت معظم مَنْ يمتلكونها ولا توجد نسخ منها مخزنة في كتب أو نماذج. وهذا يمكن أن يحدث، وقد حدث في الواقع في التاريخ. فبعض الآليات المتطورة من العصور القديمة، مثل آلية أنتيكيثيرا Antikythera الشهيرة، وهو جهاز فلكي بُنِي في القرن الأول قبل الميلاد وعثر عليه في قاع البحر في سفينة يونانية محطمة، كان من شأنه أن يدهش صانع ساعات أو أجهزة في القرون الوسطى. ولكن إذا كانت المعرفة المهمة منتشرة انتشارا كافيا ويمكن الوصول إليها، يكون من غير المرجح -على نحو متزايد- ”ضياع“ أي اختراع. ومن هنا، وعلى الرغم من أن الحروب والكوارث الطبيعية قد تعطل الأسواق والحياة التجارية والاقتصاد الدولي، فإنها نادراً ما تسبب تآكلاً كبيراً في قاعدة المعرفة التي جعلت الاقتصاد مزدهراً ومنتجاً في المقام الأول. فاقتصادات السوق وتقسيم العمل الدولي، بمجرد تعطيلها، يمكن إصلاحها بسرعة إلى حد ما، ويمكن للاقتصادات أن تنتعش – إذا أُنشِئت المؤسسات المناسبة مثل القانون والنظام، والسلام، والإنفاذ الفاعل للعقود.
ونتيجة لذلك، أظهر القرن العشرون مرونة لا مثيل لها في التاريخ. وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلها الطغاة القتلة والجنرالات الحمقى، عموما، لم تبطئْ غالبية الكوارث التي من صنع الإنسان من معدل النمو الاقتصادي في القرن الماضي. والمثال الذي يوضح ذلك هو الانتعاش المذهل لألمانيا بعد عام 1945. فالحرب العالمية الثانية لم تدمر الأسواق والشبكات التجارية والمؤسسات التي كانت تدعمها فحسب؛ في ألمانيا، بل قُضِي على جزء كبير من رأس المال المادي خلال قصف الحلفاء. ومع ذلك، نجت براعة الهندسة والكيمياء الألمانية من الحرب، وفي غضون عقد من الزمن كان الأوروبيون يقودون سياراتهم فولكسفاغن Volkswagen ويغسلون ملابسهم في غسالات إيه إي جي AEG. وأطلق الألمان على هذه العودة اسم ”المعجزة الاقتصادية“، لكن عندما نعيد النظر في الماضي، فإنها لم تكن معجزة على الإطلاق – بل مجرد تأكيد على أن ازدهار ألمانيا قائم على قاعدة صلبة من المعرفة.
في أواخر العقد الأول من القرن العشرين كانت تجربة الاقتصاد العالمي هي أكثر ما يشبه ما يحدث الآن في عام 2020. حينها، كانت تلك الكارثة ضربة مزدوجة، فقد حلّت الإنفلونزا الإسبانية على رأس الأهوال التي لا توصف في الحرب العالمية الأولى. وكانت التكلفة الاقتصادية، لتفكيك المؤسسات التي دعمت الأسواق الدولية والتعطيل الهائل الناجم عن الوباء، ضخمة.3R.J. Barro, J.F. Ursua, and J. Weng, “The Coronavirus and the Great Influenza Pandemic: Lessons From the ‘Spanish Flu’ for the Coronavirus’s Potential Effects on Mortality and Economic Activity,” working paper 26866, National Bureau of Economic Research, Cambridge, Massachusetts, March 2020. وكان تأثير الإنفلونزا الإسبانية في الحياة البشرية هائلاً: فإذا كان تقدير عدد القتلى في أنحاء العالم كله بنحو 50 مليون شخص قريباً من الواقع، فإن هذا يشكل نحو 2.5 في المئة من سكان العالم يومها. وفي الولايات المتحدة بلغ عدد القتلى 675 ألف شخص، أو نحو 0.67 في المئة من السكان. ومعدل الوفيات هذا سيعادل ما يقرب من مليوني وفاة في الولايات المتحدة حاليا، أي أعلى بنحو 20 مرة من العدد المقدر للوفيات من جائحة فيروس كورونا حتى مايو 2020. وإضافة إلى ذلك، وعلى عكس كوفيد-19، كانت الإنفلونزا الإسبانية أشد فتكا بالشباب والعمال صغار السن بشكل. وكان التعطيل عميقاً ومؤلماً، وقيل إنه تسبب في انخفاض الاستهلاك والناتج المحلي الإجمالي. وكان الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للفرد في الولايات المتحدة، خلال السنوات الثلاث التي أعقبت جائحة عام 1918، أقل إلى ما مما كان عليه خلال سنوات الذروة في الحرب العالمية الثانية – فقد شهدت المناطق المتضررة في شكل خاص من الإنفلونزا انخفاضاً أكبر في الناتج – لكن بحلول عام 1923، تعافى بالكامل من ركوده.4“What Was the U.S. GDP Then?” Measuring Worth, accessed June 15, 2020, www measuringworth.com. As Barro et al., “The Coronavirus,” noted (p. 13), the sharpest contraction of GDP occurred in 1921 and was probably unrelated to the pandemic. By 1922, real GDP per capita was about 10% higher than in 1913-14, with an annual growth rate of 1.1%. وكان الاقتصاد الأمريكي، مثل الاقتصادات الأوروبية، مستعداً للتوسع السريع في العشرينات الهادرة Roaring’20s من القرن العشرين. وكان أداء سوق الأسهم، في شكل مثير للاهتمام، جيداً لغاية عام 1919. باختصار، وكما استنتج إفرايم بنميليش Efraim Benmelech وكارولا فريدمان Carola Frydman، فإن ”إنفلونزا عام 1918 لم تقتل الاقتصاد الأمريكي“.5E. Benmelech and C. Frydman, “The 1918 Influenza Did Not Kill the U.S. Economy,” Vox, April 29, 2020, https://voxeu.org.
هذه الجائحة هي صدمة كلاسيكية غير متوقعة للتوريد. ولكنها لن تكون الموت الأسود المقبل أو مجاعة البطاطا الأيرلندية المقبلة. ففي الاقتصاد الحديث، فإن الدول المتقدمة أكثر قدرة على الصمود من أي وقت مضى، حتى ولو بدا الانخفاض المؤقت الحاد في الناتج والعمالة مخيفاً. ففي البداية، يمكن لنسبة كبيرة من القوة العاملة أن تعمل من المنزل، وهو خيار لم يكن متاحاً إلا قليلاً عام 1918. وقد تتعطل سلاسل التوريد والتجارة الدولية على حساب العولمة، لكن البراعة والخيال يجدان بدائل.6“Hanging Together,” The Economist, May 16-22, 2020, 59-60. وإضافة إلى ذلك، ازدادت جهود البحث في المواضيع ذات الصلة بكوفيد-19 ازديادا كبيرا (على الرغم من صعوبة العمل المختبري في إطار المبادئ التوجيهية للتباعد الاجتماعي). ومقارنة بعام 1918، فإننا الآن أكثر مرونة بكثير. نحن نعرف عما يضربنا أكثر بكثير مما كان يعرفه الناس عن الإنفلونزا الإسبانية، ومعرفتنا تتنامى بسرعة – حتى وإن لم يكن بسرعة كافية لجمهور غير صبور.
فالمعرفة لا تجعل الاقتصاد أكثر إنتاجية وقدرة على الصمود فحسب، بل قد تؤدي أيضاً إلى نوع من السرعة والقدرة على حل المشكلات التي تمس الحاجة إليها بصورة خاصة في مواجهة الصدمات المفاجئة غير المتوقعة. وعندما يواجه المجتمع الحديث تحدياً هائلاً وغير متوقع، لا يتوجه إلى الكهنة بل إلى الخبراء العلماء. والفارق هو أن العلم ينجح. فالطريقة التي تتقدم بها التكنولوجيا في كثير من الحالات هي من خلال آليات التركيز Focusing devices – إذ يدرك المجتمع أنه يحتاج في شكل عاجل إلى حل لمشكلة رئيسية، ويُعَاد توجيه الموارد والجهود الفكرية لتوفير حل.7N. Rosenberg, “The Direction of Technological Change: Inducement Mechanisms and Focusing Devices,” ch. 6 in “Perspectives on Technology” (Cambridge, England: Cambridge University Press, 1976). والحروب ضد الجدري في القرن الثامن عشر وشلل الأطفال في القرن العشرين، ومشروع مانهاتن في زمن الحرب، وتطوير الألواح الشمسية بأسعار معقولة؛ وغيرها من تكنولوجيات الطاقة الخضراء هي أمثلة على هذه الجهود المـُركزة. ومنذ أوائل عام 2020 رأينا مجتمع البحث العلمي ينكب على هذا الفيروس من كل اتجاه – التشخيص والعلاج واللقاح، وينتج تحليلاً كاملاً لـلحمض الريبي النووي RNA للبحث عن نقاط الضعف. قارنوا تلك الجهود بالاستجابات الرهيبة للسكان الجهلة في مواجهة الموت الأسود أو حتى الإنفلونزا الإسبانية. إن معرفة المزيد لا تضمن النجاح، لكنها تقلل الصعاب وتقنع الجمهور بأن الصدمة عابرة بسبب الاعتقاد السائد أن العلم سيجد إجابة.
سيكون من الحكمة أن يُبْقي قادة مجتمع الأعمال والتكنولوجيا نظرَهم على مرونة اقتصادنا وقدرته على التكيف.
وسيكون من الحكمة أن يُبْقي قادة مجتمع الأعمال والتكنولوجيا نظرَهم على مرونة اقتصادنا وقدرته على التكيف، إذ ترتفع معدلات البطالة وتواجه الشركات الصغيرة والكبيرة في قطاع الخدمات الإفلاس. وسيكون الانتقال إلى اقتصاد ما بعد فيروس كورونا أطول وأكثر إيلاما مما يعتقد المتفائلون، لكن أساسيات الازدهار الحديث – التكنولوجيا التي تدعم مستوى معيشي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية وقدرة العلم على حل المشكلات– ظلت من دون اهتزاز. وفي نهاية المطاف، ربما لا يختلف اقتصاد ما بعد الوباء عما كان عليه عام 2019، وبقدر ما اختلف الأمر حتى الآن فليست كل التغييرات سيئة بالضرورة.8J. Mokyr, “Viruses and Other Germs: Winning a Never-Ending War,” CNN, April 23, 2020, www.cnn.com.
المراجع
↑1 | D. Herlihy, “The Black Death and the Transformation of the West” (Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press,1997): 57, 81. |
---|---|
↑2 | “Goodbye Globalisation,” The Economist, May 16-22, 2020, 7. |
↑3 | R.J. Barro, J.F. Ursua, and J. Weng, “The Coronavirus and the Great Influenza Pandemic: Lessons From the ‘Spanish Flu’ for the Coronavirus’s Potential Effects on Mortality and Economic Activity,” working paper 26866, National Bureau of Economic Research, Cambridge, Massachusetts, March 2020. |
↑4 | “What Was the U.S. GDP Then?” Measuring Worth, accessed June 15, 2020, www measuringworth.com. As Barro et al., “The Coronavirus,” noted (p. 13), the sharpest contraction of GDP occurred in 1921 and was probably unrelated to the pandemic. By 1922, real GDP per capita was about 10% higher than in 1913-14, with an annual growth rate of 1.1%. |
↑5 | E. Benmelech and C. Frydman, “The 1918 Influenza Did Not Kill the U.S. Economy,” Vox, April 29, 2020, https://voxeu.org. |
↑6 | “Hanging Together,” The Economist, May 16-22, 2020, 59-60. |
↑7 | N. Rosenberg, “The Direction of Technological Change: Inducement Mechanisms and Focusing Devices,” ch. 6 in “Perspectives on Technology” (Cambridge, England: Cambridge University Press, 1976). |
↑8 | J. Mokyr, “Viruses and Other Germs: Winning a Never-Ending War,” CNN, April 23, 2020, www.cnn.com. |