أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
منوع

[في مكان آخر]

مساحة المكتب — بحجم كبير جداً

خلال أزمة كوفيد-19 أصبح العمل عن بعد القاعدة الجديدة لكثير من المؤسسات، لكن وفي لحظة معينة، سترغب أغلبية الشركات في العثور على طرق لإعادة الموظفين إلى المكتب. وبالطبع فإن السؤال الكبير الذي يخطر في بال الجميع هو: كيف تفعلون ذلك بطريقة عملية وآمنة في آن؟ وفي غياب أي حل واحد يمكن تطبيقه في كل وضع، يسعى المسؤولون التنفيذيون والمصممون وخبراء الخدمات اللوجستية وخبراء الصحة العامة جاهدين لتحديد الخيارات المثلى.

في موضوع يحمل العنوان ”مكاتبنا لن تكون أبداً كما كانت قبل كوفيد-19. إليكم الشكل الذي قد تكون عليه“ (13 أبريل 2020)، تعرض مجلة فاست كومباني Fast Company الاحتمالات. وتشمل الاحتمالات أفكاراً حول إعدادات تضمن سلامة مكان العمل وضعتها كوشمان أند ويكفيلد Cushman & Wakefield، وهي شركة عالمية للخدمات العقارية التجارية، استناداً إلى عملها الأخير مع شركات في الصين. فإضافة إلى خفض عدد الموظفين المتواجدين في المكان في أي وقت، وترتيب المكاتب على بعد ستة أقدام (1.8 متر) على الأقل فيما بينها، وتغطية أسطح العمل بمفارش قابلة للاستخدام لمرة واحدة، تدعو الخطط إلى إعداد أنماط واضحة للحركة Traffic patterns، وذلك بوضع أسهم على الأرض، للحد من التفاعلات بين الموظفين والمساعدة على التحكم بانتشار العوامل المُمرِضة Pathogens.. ففي مكاتبها في أمستردام، تستطيع الشركة مراقبة حركة الموظفين بواسطة أجهزة إرشاد إلكترونية. وتؤكد كوشمان أند ويكفيلد أيضاً على أهمية جودة الهواء في المكتب، مشيرة إلى أن الصين تمكنت من إعادة العاملين إلى مواقع عملهم بسرعة نسبية لأن المباني التجارية كانت مزودة بالفعل بأنظمة متطورة لترشيح الهواء.

إعادة تصور المدن

مع تحرر المدن خلال الحظر -أثناء تفشي الجائحة- من الاختناقات المرورية المعتادة، بات من الأسهل تصور بيئة حضرية تلبي احتياجات المشاة والدراجين بدلاً من السيارات. وتورد مجلة وايرد Wired أن مزيداً من الناس باتوا يعبرون الطرق مشياً — مع الإنتباه إلى أن يكون نصف قطر المجال حول كل منهم ستة أقدام (1.8 متر) — في حين يرى المنظمون الحضريون فرصة لإعادة تصميم دائمة للشوارع والمجالات المفتوحة، بحيث تعطى الأولوية للدراجين والمشاة ومستخدمي النقل العام
(The Pandemic Could Be an Opportunity to Remake Cities,” April 13, 2020).

وتجرب المدن عدداً من الإجراءات المؤقتة. مثلا، أغلق عدد لا بأس به منها شوارع مختارة أمام مرور السيارات، في حين أضافت برلين وبوغوتا وبودابست كلها مزيداً من الخطوط المخصصة للدراجات. ووجهت مخاوفُ الصحة العامة بعضَ المدن إلى تعطيل الأزرار التي تشغل إشارات ”المشي“ للمشاة، وبات المشاة الآن يحصلون أوتوماتيكياً على دورهم في دورة إشارات السير. وتقول تابيثا كومس Tabitha Combs، الباحثة في تخطيط المدن في جامعة كارولاينا الشمالية University of North Carolina -تشابل هيل- لـمجلة وايرد إن المدن إذ تجري هذه التغييرات الصغيرة ”تكون قد كشفت أن التغيير أمر تستطيع فعله“.

دروس في الأزمة

بعد وقت قصير من إعلان منظمة الصحة العالمية أن كوفيد-19 تحول إلى جائحة عالمية، وصف الكثيرون المرض بأنه ”المعادل الكبير“: فقد ضرب كل مكان، وبدا أن أي إنسان، سواء كان غنياً أو فقيراً، معرض للإصابة به. ومع تطور هذه الأزمة، بدا أن آثارها غير متناسبة في شكل صارخ، فالعاملون ذوو الأجور المتدنية وأبناء المجتمعات الصغيرة الفقيرة والأقليات عانوا إلى حد كبير أسوأ التداعيات الصحية والاقتصادية، ولاسيما في الولايات المتحدة.

وفي موضوع في مجلة ذي الأتلانتيك The Atlantic (How the Coronavirus Could Create a New Working Class,” April 15, 2020)، تتفحص أولغا خازان Olga Khazan الصدوع المتنامية بين الموظفين من ذوي الياقات البيضاء الذين انتقلوا بسهولة إلى العمل عن بعد وتمكنوا من تجاوز الأزمة من المنزل، والموظفين المعرضين للإصابة بالعدوى في مكان العمل إذا بقي لهم من عمل. ويتوقع الخبراء الذين قابلتْهم ازدياداً في الشعبوية Populism نتيجة للجائحة — لكن خازان كتبت تقول إن من غير الواضح ”ما إذا كانت الشعبوية ستكون يسارية، بطريقة السناتور بيرني ساندرز Bernie Sanders، أو محافظة، بطريقة الرئيس دونالد ترامب Donald Trump“. وعلى ضوء تاريخ الجوائح السابقة، تقترح أن الطبقة العاملة قد تخرج من الجائحة الحالية في موقع أقوى.

— بروس بوسنر Bruce Posner
وإليزابيث هيشلر Elizabeth Heichler

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى