أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
ابتكاراستراتيجياتالطب وصحةقيادة

دروس في الابتكار السريع من جائحة كوفيد-19

خلال الأزمات، يتطلب حل المشكلات تسريع الابتكار وذلك بإعادة توجيه المعرفة والموارد والتكنولوجيا المتوفرة لديكم بالفعل.

غيورغ كروغ، بوركو كوكوكيليس، شيكو إم. بن مناحم

جائحة الفيروس التاجي (الكورونا) هي واحدة من أصعب التحديات الجماعية التي تواجه البشرية منذ الحرب العالمية الأخيرة. وفي خضم الاضطراب، تتسابق السلطات الصحية الوطنية، وشركات المستحضرات الصيدلانية، والجامعات، والمعاهد البحثية للعثور على علاجات لإنقاذ الأرواح واحتواء التداعيات الاجتماعية والاقتصادية الفادحة للجائحة. وفي حين يسعى الخبراء والمؤسسات بجهد لابتكار علاجات، يعيدون أيضاً تعريف الابتكار.

النهج التقليدي للابتكار في صناعة المستحضرات الصيدلانية يُطبَّق عمليةً طويلة تبدأ باكتشاف مركبات العقار المحتمل وصنعها، وتمر عبر مرحلة دقيقة من التحسين والاختيارRefinement and selection phase، وصولاً إلى التطوير التدريجي والاختبارات الإكلينيكية (السريرية) وموافقة السوق. وعلى الرغم من أن هذا النموذج سيستمر باعتباره النموذج الأكثر فاعلية في مستقبل تطوير العقاقير، يستكمله الآن نهج إبتكار سريع جداً يركز على إعادة توجيه الأفكار والمعرفة والتكنولوجيات المتوفرة أصلاً. وفي هذا الموضوع، نقدم خمسة مبادئ أساسية لإعادة التوجيه ونناقش الدروس المستقاة من المديرين في مختلف الصناعات والمؤسسات التي تحتاج إلى أن تبتكر بسرعة في مواجهة الأزمات.

البحث دون هوادة عن علاجات

لأن إعادة تخصيص استخدام العقاقير Drug repurposing (المسماة أيضاً إعادة موضعة العقاقير Drug repositioning) تسعى إلى العثور على استخدامات علاجية إضافية للعقاقير الموجودة فعليا والمتأكدة من أنها ذات خصائص آمنة Safety profiles للاستعمال في البشر، مما يسمح على الأرجح للمطورين بتجنب التجارب الباهضة التكلفة والمستهلَكة للوقت على صعيد أبحاث السلامة الدوائية، فتقلص -إلى حد كبير- الوقت والمخاطرة والتكلفة مقارنة باكتشاف عقاقير وتطويرها من البداية.1M.J. Barratt and D.E. Frail, eds., “Drug Repositioning: Bringing New Life to Shelved Assets and Existing Drugs” (Hoboken, New Jersey: John Wiley & Sons, 2012). وطُوِّرت عقاقير رائدة كثيرة في الأصل لمعالجة أمراض أخرى (أشهرها عقار القلب والأوعية الذي أصبح لاحقاً فياغرا Viagra)، لكن الباحثين عثروا على استخدامات أخرى. وفي السنوات الأخيرة، طورت صناعة المستحضرات الصيدلانية مناهجها Methods لإعادة تخصيص استخدام العقاقير توجيها نظاميا. وحاليا، تثبت هذه المناهج أنها مفيدة جداً وتستهدف العثور على روابط بين عقار ومرض بفضل تطبيق تكنولوجيات الأتمتة (مثل الفحص العالي الإنتاجية High-throughput screening) أو علم الأحياء الحوسبي Computational biology.

وإذ يُرجَّح أن يستغرق تطوير لقاح أشهراً، لذا هناك حاجة ملحة إلى إعادة تخصيص استخدام العقاقير التي تستطيع تخفيف الأعراض في المرضى وتمنع الوفيات. وحاليا هناك عدة مبادرات لإعادة تخصيص استخدام العقاقير. وفي الأشهر الأخيرة أطلقت منظمة الصحة العالمية World Health Organization (اختصارا: المنظمة WHO) تجارب إكلينيكية شملت أربعة عقاقير محتملة واعدة: ريمديسيفير Remdesivir (وهو مضاد تجريبي واسع النطاق Broadspectrum)، وكلوروكين Chloroquine أو هيدروكسيكلوروكين Hydroxychloroquine (المستخدم للوقاية من الملاريا ومعالجتها)، والجمع بين لوبينافير Lopinavir وريتونافير Ritonavir (علاج لفيروس العوز المناعي البشري Human Immunodeficiency Virus (اختصارا: الفيروس HIV) والجمع بين لوبينافير وريتونافير من جهة وبين إنترفيرون بيتا-1أ2K. Kupferschmidt and J. Cohen, “Race to Find COVID-19 Treatments Accelerates,” Science 367, no. 6485 (March 27, 2020): 1412-1413. beta-1a. وفيما عدا بعض الاستثناءات، تعمل أغلبية شركات المستحضرات الصيدلانية حالياً على إعادة توجيه المشروعات لتسريع طرح العلاجات في السوق. مثلاً، منذ 15 أبريل، انتقل روكسوليتينيب Ruxolitinib، وهو عقار من نوفارتيس Novartis حاز موافقة إدارة الغذاء والدواء Food and Drug Administration (اختصارا: الإدارة FDA) عام 2011 لمعالجة التليف النقوي Myelofibrosis، إلى مرحلة الاختبار الإكلينيكي على مرضى كوفيد-19 ذوي الأعراض الحادة.3“Novartis Announces Plan to Initiate Clinical Study of Jakavi in Severe COVID-19 Patients and Establish International Compassionate User Program,” Novartis, April 2, 2020, www .novartis.com.

الابتكار السريع جداً: بزوغ إعادة تخصيص استخدام المعرفة

في حين تشيع إعادة تخصيص الاستخدام في صناعة المستحضرات الصيدلانية، تشكل الآن الحجر الزاوية للابتكارات السريعة جداً لمواكبة أزمة الجائحة في صناعات أخرى. مثلاً، بدأت شركات تقطير الرم والويسكي تنتج معقمات الأيدي والمطهرات. كذلك بدأت شركات متخصصة في مواد التجميل، مثل نيفيا Nivea ولوريال L’Oréal وإل إم في إتش LMVH تنتج معقمات الأيدي لتلبية الطلب العالمي المتصاعد. وتطور دايسون Dyson، وهي شركة لتصنيع الأجهزة المنزلية، أجهزة تنفس باستخدام تكنولوجيا ضغط الهواء لديها. وأعاد جيف بيزوس Jeff Bezos وإيلون ماسك Elon Musk تخصيص استخدام قدرات إنتاجية وخبرة من مشروعيهما الخاصين بإنتاج صاروخ فضائي، وهما بلو أوريجين Blue Origin وسبايس إكس SpaceX، لطباعة أقنعة الوجه Face shields المخصصة للعاملين في الرعاية الصحية بالطباعة ثلاثية الأبعاد.4M. Sheetz, “Jeff Bezos’ Blue Origin is 3D Printing Parts for Face Shields to Help Fight the Coronavirus Crisis,” CNBC, April 7, 2020, www.cnbc.com.

ويمكن تلخيص منطق ‹إعادة تخصيص الاستخدام› في مبادرات الابتكار السريع جداً هذه في خمسة مبادئ: فهم مشكلة الابتكار، وتحديد الموارد، واستخدام التكنولوجيات الناشئة، وتشجيع التعاون، وإشراك المستخدمين النهائيين في العملية.

1. فهم مشكلة الابتكار الخاصة بك Get a grasp on your innovation problem. يتعين على المديرين Managers أولاً أن يقيموا بسرعة المشكلة التي يجب على الابتكار أن يستهدفها وأن يفهموها، سواء كانت معالجة النقص في أجهزة التنفس، أو دعم موظفي الرعاية الصحية، أو تطوير لقاح للفيروس التاجي. وهذه نقطة أساسية للمطابقة بين المشكلة والموارد والأفكار والمعرفة والتكنولوجيا المتوفرة. فالنظر إلى التكنولوجيا المتوفرة لديك كحلٍّ محتمل قد يقدم فهماً جديداً للمشكلة أيضاً.5E. von Hippel and G. von Krogh, “Identifying Viable ‘Need-Solution Pairs’: Problem Solving Without Problem Formulation,” Organization Science 27, no. 1 (January-February 2016): 207-221. إذا كان هدفك هر الحيولة دون إصابة الناس بالعدوى، فإنك تحتاج إلى التوصل على أكبر عدد ممكن من التبصرات حول الفيروس — حمضه النووي DNA، وتضاعفه Replication، وعملية العدوى. لاحظ أن المعرفة الأكثر قيمة حول المشكلة التي تواجها قد تنشأ خارج مؤسستك.

2. ضعوا قائمة سريعة بما تعرفه ومواردك المتاحة Make a rapid inventory of your knowledge and resources. لإنجاح إعادة تخصيص الاستخدام، تحتاج إلى أن تُعد بسرعة قائمة بـ“المواد المفيدة”، بما في ذلك المنتجات والمنشآت وقواعد البيانات والبرمجيات والمواهب والخبرات الموجودة. ومع ازدياد الغموض والإلحاح، تكون إعادة تخصيص الاستخدام أنجح ما تكون حين تعتمد المؤسسات على الموارد والمعرفة المتوفرة أصلاً، وقد يُعتبَر بعضها أعراضاً جانبية Side effects أو منتجات ثانوية By-products غير جذابة. مثلاً، وصف عقاقير متاحة في السوق لغرض غير غرضها هو أمر شائع في معالجة الأمراض حين تتوفر أدلة شفهية على الفاعلية المحتملة لعقار طُوِّر لأعراض أخرى، وذلك عندما لا تتوفر خيارات علاجية أخرى. وبالفعل، أقرت إدارة الغذاء والدواء أخيراً وصف كلوروكين لغرض غير غرضه وذلك لعلاج كوفيد-19 على الرغم من الأدلة الضعيفة على فاعليته، في ظل غياب بدائل مُثلى.

وبعض الأمثلة الحديثة على إعادة تخصيص استخدام تشمل هوسبيتاينر Hospitainer — وهي منظمة تحول الحاويات إلى مستشفيات جوالة يمكن نشرها في مناطق الأزمات بغرض توفير الرعاية الصحية السريعة — ولوريال التي أعادت توجيه منشآتها لتصنيع معقمات الأيدي. وفي حين أن عملية صنع معقمات الأيدي هي عملية بسيطة نسبياً، إلا أنها الموارد الأكثر ندرة -مثل منشآت تصنيع لوازم النظافة لدى لوريال والبنية التحتية للتعبئة في زجاجات- مثلت وسائل لتعزيز إنتاج هذه المنتجات المطلوبة على نطاق واسع.

ويمكن للتفكير بالمنتجات الثانوية تفكيرا ابداعيا أن يشكل نهجاً قيماً آخر من حيث إعادة تخصيص الاستخدام. مثلاً، في السنوات الأخيرة، زاد منتجو الألبان استهدافهم للمستهلكين المهتمين بالتغذية الصحية وذلك بتوفير منتجات جديدة غنية بالبروتينات ومحسّنة بمصل الحليب — الذي كان يُعَد ذات يوم منتجاً ثانوياً ينظر له كمشكلة في صناعة الأجبان. 

وفي جميع هذه الأمثلة، يؤدي تعقيد المنتج وقربه من ميزة خاصة بمنتج جديد دوراً مهماً في فاعلية إعادة تخصيص الاستخدام. فمع توسع الفجوة بين مجالي المعرفة الموجودة والمعرفة المستهدفة، قد تصبح إعادة تخصيص الاستخدام المعرفة أقل فاعلية.

3. استخدام التكنولوجيات الناشئة Use emerging technologies. الحوسبة السحابية Cloud computing وتحليل البيانات Data analytics والذكاء الاصطناعي Artificial intelligence وتكنولوجيات ناشئة أخرى تقدم ميزتين اثنتين للابتكار السريع جداً. أولاً، تمكن المنصات الرقمية الأطراف الفاعلة الأساسية، مثل المستخدمين والخبراء والمؤسسات العامة والخاصة، من مشاركة المعلومات وإنشاء المعرفة في شكل جماعي. مثلاً، تستند مبادرات منظمة الصحة العالمية WHO لتطوير لقاح إلى مجتمع واسع عبر الإنترنت يضم خبراء من أنواع مختلفة من المؤسسات التي تخطط لعملها وتنسقه، وتتشارك البروتوكولات والتبصرات والمعرفة المستندة إلى الأبحاث.

ثانياً، يمكن لتعلم الآلة Machine learning المرتبط مع البيانات الضخمة Big data أن يحدد بسرعة الروابط الواعدة بين الاحتياجات والحلول. وتستفيد إعادة تخصيص استخدام العقاقير حاليا من علم الأحياء الحوسبي وتكنولوجيا الأتمتة Automation technology اللذين يساعدان الباحثين في تحديد العقاقير الموجودة فعليا والتي قد تكون فاعلة في معالجة مرض معين. وعلى الرغم من أن لاستخدامات علم الأحياء الحوسبي قيوداً على صعيد اكتشاف العقاقير، إلا أنه فاعل جداً في التحديد الأولي السريع للأفكار المجدية.

وعندما تتوفر قوائم رقمية بمعلومات عن المشكلات وحلولها وتجري مشاركتها في منصات، يستغرق العثور على مطابقات جذابة جهداً أقل. مثلاً، طورت أكاديمية الاكتشاف والمغامرة والزخم والتوقع Academy for Discovery, Adventure, Momentum and Outlook لدى مجموعة علي بابا Alibaba Group أداة تستند إلى الذكاء الاصطناعي لتشخيص كوفيد-19 خلال 20 ثانية في الصور المقطعية المحوسبة CT scans للمرضى، باستخدام توجيهات من طبيب أشعة بارز. وساعدت الأداة الأطباء في 26 مستشفى لكي يراجعوا بسرعة أكثر من 300 ألف حالة خلال تفشي الجائحة في الصين.6“AI and Control of COVID-19 Coronavirus,” Council of Europe, accessed April 21, 2020, www.coe.int.

4. تشجيع التعاون المفتوح والعابر للاختصاصات Encourage open and cross-disciplinary collaboration. من أجل فهم مشكلة الابتكار بسرعة وتحديد الحلول الممكنة، من الضروري تشجيع التعاون المفتوح والعابر للاختصاصات ودعمه. وفي إعادة تخصيص استخدام العقاقير، أصبح عدد من قادة الفكر ذوي نفوذ كبير في مجتمعات المرضى والعلاج. وتتكشف تطورات مماثلة في أزمة كوفيد-19. مثلاً، يُعتبَر المحسنان بيل ومليندا غيتس Bill and Melinda Gates وخبراء في مؤسستهما مفيدين جداً في الاستجابة للأزمة. وفي حين أن الدعم المالي لمؤسسات كهذه مهم، إلا أن الخبرة التي تجلبها إلى طاولة الحوار مهمة أيضا لفهم كيفية تنسيق التعاون العالمي والعابر للاختصاصات.

وفي ضوء إلحاح الوضع، يُعَد انفتاح المديرين على المجتمع العالمي من الباحثين والعلماء في شركات المستحضرات الصيدلانية ودعمهم لها عاملا نجاح مركزيين في تحديد العلاجات لكوفيد-19. مع توفير الشركات أصولها الداخلية Internal assets، تتضاعف فرص إعادة تخصيص الاستخدام المتاحة أمام المجتمعات العلمية.

كما إن التعهيد الجماعي Crowdsourcing وسيلة معروفة جيداً للاستجابة للأزمات -من اختبارات المياه الملوثة وصولاً إلى تنسيق الإغاثة من الكوارث. وتتلخص الفكرة وراء التعهيد الجماعي في عرض المشكلات على خبراء في مؤسسات ووظائف أخرى والطلب إلى هؤلاء الخبراء أن يضعوا حلولاً بديلة. وإذ تتعامل المؤسسات مع الجائحة الراهنة، قد تطلق مزيداً من الدعوات المفتوحة أو مسابقات الابتكار لاكتشاف طرق جديدة لاستخدام منتجاتها وخدماتها ومنشآتها الموجودة كحلول لأزمة الفيروس التاجي.

فقد نُظِّمت “كوروناثونات” Coronathons عديدة في زمن الفيروس التاجي: مثلاً، أطلقت شبكة موبيليتي غوز آداتيف Mobility Goes Additive، وهي شبكة دولية لمؤسسات الطباعة الثلاثية الأبعاد، ويبوستام دوت كوم weboostam.com، وهي منصة إنترنت للطباعة الثلاثية الأبعاد متخصصة توفر برمجسات طباعة إحتياجات الوقاية من كوفيد-19، بما في ذلك أقنعة الوجه والكمامات وأدوات لفتح الأبواب من دون استخدام الأيدي، يقدمها أعضاؤها.7“MGA Announces: Initiative ‘3D Printing Fights Corona,’” Mobility Goes Additive, April 6, 2020, https://mobilitygoesadditive.org. وبروح الانفتاح والتعاون، يستطيع المديرون استخدام منصات كهذه للعثور على طرق جديدة لتلبية الاحتياجات المجتمعية، من خلال اقتراح تحديات في مجال التعهيد الجماعي تجذب حلولاً جديدة باستخدام الموارد الموجودة للمؤسسة.

5. الإشراك السريع للمستخدمين النهائيين Rapidly integrate end users. لتلبية الاحتياجات الملحة للمستخدمين النهائيين من خلال الابتكار السريع جداً، لا يمكنك انتظار أن تخبرك أبحاث السوق Market research ما هي هذه الاحتياجات. بل يتعين عليك تعزيز قنوات التواصل لتسهل على المستخدمين النهائيين التعبير عن هذه الاحتياجات بأنفسهم، ويتعين على المديرين معالجة هذه الاحتياجات بسرعة أثناء العملية الابتكارية. وبالفعل، فإن إضافة معرفة المرضى هو عامل أساسي في معالجة الأمراض، ولاسيما تلك التي تتطلب ابتكاراً سريعاً جداً.8B. Kucukkeles, S.M. Ben-Menahem, and G. von Krogh. “Small Numbers, Big Concerns: Practices and Organizational Arrangements in Rare Disease Drug Repurposing,” Academy of Management Discoveries 5, no. 4 (December 2019): 415-437.

والمعلومات التي يقدمها المرضى حول أعراض الأمراض، والتي قد يشاركونها مجاناً في فيديوهات على موقع يوتيوب YouTube وفي نتائج البحث على موقع غوغل Google، مصدراً قيماً جداً لمعرفة الأمراض وتطورها، وتكون بالتالي حاسمة في تحقيق الابتكار السريع جداً. كذلك يحتل العاملون في الرعاية الصحية موقع الصدارة في مجال ابتكار الأدوات الطبية خلال الجائحة الراهنة. مثلاً، طور مهندسون من جامعة فاندربيلت Vanderbilt University جهاز تنفس تجريبياً بالتعاون مع أطباء من المركز الطبي للجامعة. ومن دون مدخلات Input من هؤلاء الأطباء، ربما أُهمِلت ميزات أساسية، مثل أجهزة استشعار الضغط Pressure sensors وأجهزة الإنذار.9S. Turney, “VU Engineers and VUMC Doctors Team Up for Open-Source Ventilator Design,” Vanderbilt University, March 27, 2020, https://news.vanderbilt.edu. وإشراك العاملين في الرعاية الصحية ومرضاهم في عملية الابتكار بهذه الطريقة هو أمر ضروري، ليس فقط من أجل التحديد السريع للاحتياجات بل كذلك بغرض التوفير في الوقت المخصص لعملية التصميم.

التوقعات

في خضم الجائحة الحالية للفيروس التاجي، يكتنف غموض كبير احتمال حصولنا على لقاح وعلاجات فاعلة وتاريخ ذلك. لكن هناك أسباب قوية تدعو للتفاؤل. فبعد تطوير المبادئ الأساسية لإعادة تخصيص الاستخدام، قطعت صناعة المستحضرات الصيدلانية والصناعات الشريكة لها بالفعل شوطاً في مجال الاختبارات. والآن وفي حين يتعامل المديرون في قطاعات بعيدة من الرعاية الصحية مع التداعيات الاجتماعية والاقتصادية، المهمة والبعيدة الأجل على الأرجح للجائحة، يمكن للدروس التي استقتها تلك الصناعة من الابتكار السريع جداً -بناء على إعادة تخصيص الاستخدام- أن تساعدنا على التطوير السريع لحلول جديدة لتحدياتنا الحالية وتلك التي تنتظرنا.

غيورغ كروغ

غيورغ كروغ

أستاذ الإدارة والابتكار الاستراتيجيين في إي تي إتش زيوريخ ETH Zurich. بوركو كوكوكيليس أستاذ مساعد للاستراتيجية في كلية أمستردام للأعمال Amsterdam Business School بجامعة أمستردام University of Amsterdam. شيكو إم. بن مناحم محاضر أول في إي تي إتش زيوريخ. للتعليق على هذا الموضوع: http://sloanreview.mit.edu/x/61422.

 

المراجع

المراجع
1 M.J. Barratt and D.E. Frail, eds., “Drug Repositioning: Bringing New Life to Shelved Assets and Existing Drugs” (Hoboken, New Jersey: John Wiley & Sons, 2012).
2 K. Kupferschmidt and J. Cohen, “Race to Find COVID-19 Treatments Accelerates,” Science 367, no. 6485 (March 27, 2020): 1412-1413.
3 “Novartis Announces Plan to Initiate Clinical Study of Jakavi in Severe COVID-19 Patients and Establish International Compassionate User Program,” Novartis, April 2, 2020, www .novartis.com.
4 M. Sheetz, “Jeff Bezos’ Blue Origin is 3D Printing Parts for Face Shields to Help Fight the Coronavirus Crisis,” CNBC, April 7, 2020, www.cnbc.com.
5 E. von Hippel and G. von Krogh, “Identifying Viable ‘Need-Solution Pairs’: Problem Solving Without Problem Formulation,” Organization Science 27, no. 1 (January-February 2016): 207-221.
6 “AI and Control of COVID-19 Coronavirus,” Council of Europe, accessed April 21, 2020, www.coe.int.
7 “MGA Announces: Initiative ‘3D Printing Fights Corona,’” Mobility Goes Additive, April 6, 2020, https://mobilitygoesadditive.org.
8 B. Kucukkeles, S.M. Ben-Menahem, and G. von Krogh. “Small Numbers, Big Concerns: Practices and Organizational Arrangements in Rare Disease Drug Repurposing,” Academy of Management Discoveries 5, no. 4 (December 2019): 415-437.
9 S. Turney, “VU Engineers and VUMC Doctors Team Up for Open-Source Ventilator Design,” Vanderbilt University, March 27, 2020, https://news.vanderbilt.edu.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى