أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
منوع

اكتساب الوضوح من المحن

على الرغم من كل ما قيل وكُتِب حول غموض ما هو قادم منذ دخول كوفيد-19 الحيز العام، كشفت الجائحة العالمية عن الكثير من أوجه الضعف. فقد أبرزت أوجه الضعف في تخطيطنا وأولوياتنا وأنظمتنا، وكشفت القيم الحقيقية للأفراد والمؤسسات.

نحن نرى الآن كيف أن كثراً منا يعملون من دون شبكة أمان كافية. وفي الأعمال، ربما كلف السعي إلى تحقيق الكفاءة Efficiency أكثر بكثير مما كنا نتوقع على صعيد المرونة التشغيلية Operational resilience. فالنظرة الضيقة إلى إدارة المخاطر Risk management جعلت عدداً أكبر مما ينبغي من الأعمال غير مستعدة ومرسملة بأقل مما ينبغي على الرغم من عقود من الزمن من التحذيرات المستندة إلى أسس متينة من أن جائحة ما باتت حتمية. وسمحت دول كثيرة لشبكات الأمان الاجتماعي Social safety nets بالتدهور، فتركت من دون حماية الأفراد على هامش المجتمع الذين يعانون الآن -في شكل غير متناسب- المرض وانعدام الأمن المالي معاً.

وعكست الأزمة طريقة اتخاذنا للقرارات — أي في أغلب الأحيان بكثير من التحيز غير المُدرَك، كما يشرح توماس إتش. دافنبورت في عموده في هذا العدد — وبينت صعوبة اتخاذ القرارات الجيدة الموجَّهة بالبيانات في غياب بيانات جيدة. وبطريقة غير عرضية، ربما حسنت الأزمة الثقافة في مجال البيانات لدى ملايين من مستهلكي الأخبار الذين أصبحوا الآن أكثر تآلفاً مع نمذجة البيانات، والمنحنيات التي (من المفترض أن) تتسطح، وما إلى ذلك.

وألقت الجائحة ضوءاً قوياً على أفضل الجوانب الشخصية لدى القادة. فقد بثّ فينا الشجاعةَ أصحابُ العمل أولئك الذين يستمرون في دفع أجور العاملين بالساعة في مواقعهم بعدما لم يعودوا يستطيعون الحضور للعمل في المنشآت التي أُغلقت؛ وبثّ فينا الأملَ المصنعون الذين استبدلوا بأدواتهم أدوات أخرى لإنتاج لوازم طبية ولوازم تعقيم تستجيب للحاجة؛ وبثت فينا الإلهام تلك الشركات التي خصصت موارد ومواهب للجهود التعاونية الموجهة نحو العلاجات والأدوات اللازمة لمكافحة انتشار الفيروس التاجي (كورونا). وقد تؤتي هذه الإجراءات ثمارها في المرحلة المقبلة، في شكل مزيد من الولاء من قبل القوة العاملة، ومرونة أكبر في التمحور لصالح فرص جديدة، وبث الشجاعة في الموظفين على الابتكار والمساهمة في الصالح الأبرز.

وأصبح الفارق بين ما يمكننا وما لا يمكننا أن نتحكم به أكثر وضوحاً. والذين يتمكنون من هذا التمييز، ويتمكنون أيضاً، مثلما ينصح جيانبييرو بتريغلييري في هذا العدد، من احتضان واجبهم بالاعتناء بشعبهم، سيبرزون من هذه الأزمة ليس فقط كقادة أفضل بل كبشر أكثر حكمة.

إليزابيث هيشلر//eheichler@

المحرر التنفيذي

إم آي تي سلون مانجمنت ريفيو

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى