عندما شاركنا كلايتون كريستنسن Clayton Christensen وأنا للمرة الأولى في مناسبة لمناقشة كتاب اشتركنا هو وأنا في تأليفه، لم تصبني الدهشة عندما رأيت حشداً يجتمع للتحدث معه بعد فراغنا من إلقاء كلمتينا. وكانت الفرصة لمشاركة مناقشة ملاحظة مع كلاي، أحد المفكرين المبدعين حقاً في العالَم، أو طرح سؤال عليه، فرصة مميزة حقا. لكن كان عليّ أن أضحك لكثرة تحوّل تلك اللحظة إلى طلب لالتقاط صورة ذاتية Selfie معه. فمن الواضح أن كلاي أصبح نجماً شهيراً في مجال التفكير الإداري Management thinking. وأبدى صبراً إزاء كل طلب من طلبات التصوير، وامتناناً لاهتمام جيل جديد بأفكاره، وتلهفاً إلى تعلم كيفية استخدام هذه الأفكار وتطويرها. وتشرفت بأن طلب مني محررو إم آي تي سلون مانجمنت ريفيو أن أؤدي دور المحررة الضيفة لعدد ربيع 2020 حول مستقبل الابتكار. فبعدما أمضيت العقد الماضي في العمل في شكل وثيق مع كلاي، سنحت لي الفرصة لأن استكشف معه مجموعة واسعة من المواضيع ذات الصلة، بما في ذلك كيفية تأثير حلول الذكاء الاصطناعي، والوتيرة السريعة للإبداع، وسهولة الوصول إلى رأس المال في كيفية تنافس الشركات في السنوات المقبلة — أي كل المواضيع التي نستكشفها في هذا العدد. وبدأت العمل مع الفريق في إم آي تي سلون مانجمنت ريفيو قبل وفاة كلاي في يناير 2020، لذلك تمكنت من الجلوس معه لإجراء ما كان آخر مقابلة له. وكان كلاي قد نقح باستمرار نظرياته الخاصة على مر السنين، لكنه كان لا يزال يتصارع مع العديد من الأسئلة، كما سترون في الأسئلة والإجابات في الصفحة 21. وسره أن يعلم كيف كان الأكاديميون والممارسون الذين يعرضهم هذا العدد الخاص يفكرون في شأن بعض أكبر تحديات الابتكار التي تلوح في أفق الشركات. وكان كلاي مهتماً بالحصول على الإجابة الصحيحة أكثر من أن يكون على حق. وبالنسبة إليه، إذ كان يعتقد أن كان الوصول إلى الإجابة الصحيحة يبدأ بطرح الأسئلة الصحيحة. مثلاً: تُنبِؤنا به سطوة جيل جديد من المزعزعين الجدد الواصلين مباشرة إلى المستهلك عن كيفية تطور الإبداع؟ وما هي مصادر الزعزعة التي يجب على كل شركة متابعتها؟ وهل تشكل الزعزعة دائماً الاستراتيجية الصحيحة — أم لا؟ ولماذا لم تشهد الشركات تحسناً في حل معضلة المبدع بعد عقدين من مساعدة كلاي إيانا للمرة الأولى في فهم كيفية حدوث الزعزعة؟ نعالج هذه التساؤلات — وغيرها كثير — في هذا العدد، المكرس لذكرى المزعزع المبدع كلايتون كريستنسن.
